في «الحديقة الخلفية» للولايات المتحدة: ماذا عن نفط غيانا؟


كالعادة، يكمن الشيطان في النفط قلة سمعت بدولة اسمها غياناعلى الساحل الشمالي للمحيط الأطلسي بين فنزويلا والبرازيل.
دولة صغيرة تزخر بالمعادن والثروات الطبيعية استغلها البريطانيون والهولنديون والإسبان لقرون. لكن، اليوم، لا ثروة تعلو فوق النفط. بعد أكثر من نصف قرن، لا يزال النزاع يتفاعل بين غيانا وفنزويلا على السيادة على إقليم إسكويبو.

اكتشاف أربع آبار نفط ضخمة قبالة مياه إسكويبو هذا العام فاقم الخلاف، ويهدد بتحوله سريعا إلى نزاع مسلح. نزاع تتداخل فيه المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لعدد كبير من الدول بدءا بفنزويلا والولايات المتحدة، ووصولا إلى الصين وروسيا وفرنسا وأخيرا البرازيل.
تعتبر فنزويلا أن الإقليم يجب أن يكون خاضعا لسيادتها. وزادها إصرارا على ذلك اكتشاف النفط بدءا من العام ألفين وخمسة عشر في المقابل، ترفض غيانا أي مفاوضات حول ملكية الإقليم النفطي الذي تملك أغلب حقوق استخراج النفط فيه شركتا إكسون موبيل الأميركية وتوتال الفرنسية.
عائدات النفط الغياني تتخطى الخمسمئة مليون دولار شهريا تودع تلقائيا في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. المصالح النفطية الأميركية حركت واشنطن لمحاولة إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة المتنازع عليها «منعا لتفاقم النزاع» وفقا لسرديتها المعتادة
الخطوة الأميركية قد تدفع بكاراكاس إلى الاستعانة بحلفائها الصينيين والروس الذين لن يتوانوا عن الإستجابة.

البرازيل دخلت على المشهد أيضا وبدأت حشد قوات على الحدود مع فنزويلا بحجة حماية أمنها القومي من موجات النزوح الفنزويلي غير الشرعي إلى أراضيها في حالِ اندلع نزاع مسلح بين كاراكاس وجورج تاون. تحرك اعتبرته كاراكاس عدائيا ويحمل خلفيات سياسية. كما أن واشنطن لن تتوانى بدورها عن حماية مصالح شركاتها النفطية في جنوب القارة الأميركية. فمبدأُ مونرو الذي منع النشاط الاستعماري الأوروبي في الأميركتين تحت طائلة الحرب، لن يتساهل اليوم مع وجود موسكو أو بكين في حديقته الخلفية في باحة الرئيس اللدود نيكولاس مادورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *