جبهة تزداد ضراوة من الأول من أيلول .. ماذا جرى في دير الزور


المنطقة التي تسيطر عليها القوات الأميركية في سوريا تلتهب، قوات سوريا الديموقراطيةِ المدعومةُ أميركيا فتحت على نفسها جبهة قتال بدأت من دير الزور وتمتد على طول خط السيطرة التركية وتزداد استعارا منذ أول أيام أيلول الجاري.
لكن، قبل الغوص في تفاصيل الصراع علينا العودة إلى الخريطة لفهم توزع أطراف النزاع وتحالفاتهم، يشق نهر الفرات مدينة دير الزور التي تضم أبرز حقول النفط وتقطنها غالبية عظمى عربية ويقسم النهر المدينة إلى جهتين قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية تسيطر على الضفة الشرقية.
مدعومة من التحالف الدولي المتواجد عسكريا بغالبية أميركية وخصوصا في قاعدة في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، حيث تسرق الولايات المتحدة يوميا ملايين براميل النفط هناك. أما على المقلب الغربي من الضفة، فإن السيطرة للحكومة السورية بجيشها والمجموعات المسلحة الموالية لها.
وما بين أرياف الضفتين تنفذ خلايا داعش هجمات تستهدف الطرفين، بقي الوضع على حاله منذ عام ألفين وتسعة عشر. هدنة تخرقها عمليات متبادلة بين القوات الأميركية والمجموعات الموالية للجيش السوري إلى أن تحركت قسد! وشنت حملة اعتقالات وتوقيفات واسعة على من وصفتهم بـ عملاءِ النظام في صفوفها كان من بينهم قائد مجلسها العسكري في دير الزور، أحمد خبيل، المعروف بأبو خولة.
كانت تلك شرارة البداية تحركت مجموعات عربية مسلحة موالية له وصفتها الصحف الموالية للحكومة بــ قوات العشائر العربية، فيما نفت قسد وجود تنظيم كهذا واصفة المقاتلين بأنهم المستفيدون من عمليات التهريب، كل هذه التصنيفات لا تهم.
المهم هو ،التالي اشتباك مسلح فتح على قوات قسد التي تسعى لكسب حكم ذاتي، ومن خلفها قوات التحالف الدولي، بينما تحاول واشنطن التهدئة لمنع أي شرخ يصيب قسد أو صراع قد يتوسع مع العشائر العربيةِ، ولإتاحة المجال، كما تقول، لمتابعة عمليات القضاء على داعش!
لكن ألم تفتقدوا أحد اللاعبين البارزين في هذه الساحة؟
إنها تركيا اللاعب في الجبهة الشمالية وجدت فرصة مثالية لتضييق الخناق على القوات الكردية التي تصفها أنقرة بالإرهابية، فتح مقاتلون موالون لتركيا قالوا إنهم من العشائر العربية عدة جبهات انطلاقا من مناطق السيطرة التركية في الحسكة والرقة وحلب دعما للعشائر في ديرِ الزور.
فيما قالت قسد إنّ عناصر موالين للنظام زحفوا شرقا دعما للمتقاتلين معها والمحصلة: جبهات فتحت في تل تمر وعين عيسى ومنبج وغيرِها، كانت حصيلتها مقتل العشرات خلال أسبوع بحسب المرصدِ السوري لحقوق الإنسان.
تقاطع سوري تركي للتخلص من الحكم الذاتي للأكراد، هل ستتوسع رقعة القتال؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة بتهاوي درعها في المنطقة؟
والأهم: هل سيكون سقوط قسد إن حصل الحجر الأساس في عودة العلاقات السورية التركية إلى طبيعتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *