تجهز تايلندا خطط طوارئ لمواجهة جفاف محتمل قد يستمر لأعوام، وسط توقعات بأن يهبط معدل هطول الأمطار الموسمية للعام الجاري في كافة أنحاء البلاد 10% مقارنة بالمتوسط. وقد تقلل ظاهرة طقس “إل نينيو” من هطول الأمطار بصورة أكبر خلال السنتين المقبلتين، بحسب مسؤولين حكوميين، حيث حذرت السلطات من أن تايلندا ستتعرض لظروف جفاف على نطاق واسع اعتباراً من مطلع 2024، ما يضع ضغوطاً على إمدادات السكر والأرز العالمية.
وطالبت السلطات التايلندية المزارعين بقصر زراعة الأرز على محصول واحد لترشيد استهلاك المياه. ويتوقع منتجو السكر تراجع الإنتاج للمرة الأولى منذ 3 أعوام، فيما بات مجزوماً أن الجفاف سيفاقم معدل التضخم في البلد الواقع جنوب شرق آسيا، إذ تصبح تكلفة الخضار والأغذية الطازجة واللحوم أعلى بسبب تراجع المحاصيل وزيادة تكلفة علف الحيوانات.
وبحسب بيانات رسمية، انخفض معدل هطول الأمطار في البلاد 28% إلى حد الآن مقارنة بالعام 2022، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، ما جعل رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا يدعو هيئة توليد الكهرباء إلى وضع خطط طوارئ لترشيد استهلاك المياه.
ويخسر الاقتصاد العالمي تريليونات الدولارات بسبب ظاهرة “إل نينيو”، حيث فاقم حدوث الظاهرة سابقاً التضخم على مستوى العالم وأضر بالناتج المحلي الإجمالي في بلدان مثل البرازيل والهند وأستراليا، ويمكنكم الإطلاع على تفاصيل هذه الظاهرة وتكوينها عبر صفحاتنا.
وبحسب تقرير نشرته “بلومبرغ”، فإن هطول الأمطار بمعدلات دون المتوسط في تايلندا سيؤثر على العالم، حيث يلحق الضرر بمحاصيل على غرار السكّر والمطاط، وقد يهدد مكانة البلاد بوصفها ثاني أكبر مورد للأرز حول العالم، إذ هبطت شحنات التصدير بمقدار الثلث مسجلة 7.6 مليون طن خلال 2019، وهي أول سنة تشهد ظاهرة “إل نينيو” السابقة.
يتّسم محصول قصب السكر بالقوة، لكن مصانع البلاد توقعت تراجع الإنتاج، حيث سيقلص ذلك المعروض بالسوق العالمية ويعزز ارتفاع أسعار السكر المكرر بدرجة أكبر والتي تحوم حول أعلى مستوياتها منذ عقد، وأنتجت تايلندا 11 مليون طن من السكر تقريباً خلال موسم 2022-2023 وتشير التقديرات إلى أنها صدّرت نحو 80% من إنتاجها.
اترك تعليقاً