الحرب الأهلية بين العسكر في السودان لا تزال محتدمة حميدتي والبرهان يحاول كل منهما القضاء على الآخر للتفرد بالحكم
نقطةٌ مفصلية في الصراع تحتاج إلى التفكير مرتين:
هل تتدخل مصر عسكرياً؟ وإلى جانب من ستقف؟
في الظاهر ربما تكون الإجابة على السؤال الثاني أسهل قليلا
خصوصاً بعد الصورة غير اللائقة للجنود المصريين
وظهورهم على هيئة أسرى بين يدي قوات الدعم السريع التابعة لحيمدتي إلى جانب طائرات وعتاد عسكري مصري
وفق الأعراف فإن الجنود المصريين “ليسوا أسرى حرب”
ولا يمكن وصفهم بـ”المستسلمين”
فهم لم يشاركوا في الصراع عطفاً على كون وجودهم قانوني بحكم اتفاقيات عسكرية بين البلدين وعلى الرغم من تعهّد حميدتي بحماية الجنود
وعلى الرغم من تعهّد حميدتي بحماية الجنود
هنا نعود إلى السؤال الأول هل تتدخل مصر عسكرياً في السودان؟ نظرة مصر إلى السودان وعلاقتهما سوياً
تختلف عن علاقة أي دولتين جارتين
فهي تتعدى حتى حدود الأمن القومي
وتكاد تكون علاقة “حياة أو موت”
ووجود القوات المصرية على الأراضي السودانية
حاجة ملحة ” للبقاء على قيد الحياة”
ضمن سياق أي تطور عسكري محتمل ضمن الصراع مع إثيوبيا على سد النهضة لضمان الوصول السريع للطائرات المصرية لذا
فقرار التدخل لن يكون سهلاً السيسي يريد ضمان مصالح بلاده دبلوماسياً أيّا كان الفائز” على الرغم من أنه ضمنياً يفضل انتصار عبد الفتاح البرهان لضمانه “مراعاة المصالح المصرية” عز الدين الصافي المقرب من حميدتي وفي حديث لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية اتهم القوات المصرية بشن ضربات جوية على مواقع للدعم السريع في بورتسودان وأم درمان “حيث كان يتحصن حميدتي” اتهام مباشر لمصر يقابله تباين بالآراء بين القادة في القاهرة بشأن التعامل مع احتجاز طياري الجيش الرابع عشر عالمياً بين “الحل الدبلوماسي” و”الضرب بيد من حديد” الرئيس المصري نفى ادعاءات فريق حميدتي وعرض وساطة مصرية لفض النزاع من دون التدخل بالشؤون السودانية في المقابل طالب باستعادة جنوده “في أسرع وقت ممكن”
العوامل بدأت تتظافر :
تقارُبٌ مع البرهان يراعي مصالح القاهرة الاستراتيجية تجاهُلُ حميدتي للمصالح المصرية أسرى مصريون لدى قوات التدخل السريع
السودان في الجنوب وليبيا في الغرب
ليبيا ، مفتوحة على صراعات تبدو كأنها لا تنتهي
في السودان يمرّ نهر النيل، شريانُ حياة مصر
كل هذه العوامل تجعل فكرة التدخل المصري واردة بشكل أكبر
فهل يُقْدِم السيسي – على رأس مجلسه الأعلى للقوات المسلحة
على دخول سرّي أو علنيّ مقبل في نفق السودان المظلم؟
وهل يفعل ذلك فيما مصر تعاني أزمة اقتصادية حادة متلازمة مع قروض صندوق النقد؟ قد يفعل ذلك بعد دراسة… وقد يعتبر أن الوقوف على التلِّ أسلم
لكن الأكيد أن النتائج المحتملة لأي قرار في القاهرة بهذا الخصوص قد تهدد الأمن المصري إلى أمد غير منظور
اترك تعليقاً